وزير الطيران: خسائر “مصر للطيران” حاليا 11 مليار جنيه
رغم عدم إيمانه بنظرية المؤامرة كشماعة للتبرير، فإنه أيقن بها بعد حادثة الطائرة الروسية، خاصة مع إصدار العديد من الدول قرارات بحظر السفر إلى مصر.. الحادث -رغم قسوته- متكرر، وتسير الأمور بعده بشكل طبيعى.. ما حدث بعدها وضع علامات استفهام. شريف فتحى، وزير الطيران المدنى، يبدو متفائلاً بالمستقبل، لكن تفاؤله يخفى قلقاً مشروعاً ومخاوف قد تبدو منطقية، وهو ما ظهر فى حواره مع “الوطن”، وهو الحوار الأول له منذ توليه حقيبة الطيران قبل نحو خمسين يوماً، بدا خلالها مهموماً بإصلاح المنظومة أكثر من الظهور الإعلامى.
■ ماذا تمثل “مصر للطيران” بالنسبة لمنظومة الطيران المصرية؟
– الشركة الوطنية تقوم بأدوار لا يمكن لغيرها من شركات الطيران الموجودة القيام بها، حيث يعمل بها نحو 34 ألف عامل، كما أنها المتنفس الوحيد لمصر داخل محيطها الأفريقى والتى تجدها فى الأزمات حيث كانت هى جهة الربط الوحيدة بين مصر والعالم.
■ هل تمتلك “مصر للطيران” خطوطاً خاسرة؟
– بالفعل تمتلك الشركة خطوطاً خاسرة بسبب انحسار الحركة الجوية إلى مصر بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية بسيناء أواخر شهر أكتوبر الماضى، فضلاً عن بعض الخطوط التى لا ينظر لجدواها الاقتصادية 100% مثل الخطوط التى تخدم توجهات الدولة فى ربط مصر بمحيطها الأفريقى، وأعتقد أنه بعد اكتمال وتطوير الأسطول الجوى لـ”مصر للطيران” خلال الأعوام المقبلة فإن تلك الخطوط ستعتمد على نفسها، خاصة بعد تغذيتها بشبكة خطوط جديدة وستحقق إيرادات جيدة.
شركات الطيران الخاصة جزء لا يتجزأ من منظومة الطيران المصرية
■ ما أكبر المشكلات التى واجهت شركة “مصر للطيران” خلال الفترة الماضية، وماذا عن هجرة طيارى شركة “مصر للطيران”؟
– أعتقد أن نظرة البعض للأمور كانت تتم على المدى القصير، فضلاً عن سوء التخطيط فى بعض الأحيان، ما ولد العديد من المشكلات، فمن غير المعقول أن تظل رواتب العاملين بالشركة، وعلى رأسهم الطيارون، دون زيادة حقيقية لمدة 10 سنوات، ما زاد الفجوة بين الرواتب التى يتقاضونها مع نظرائهم الطيارين فى الشركات الخاصة وشركات الطيران الموجودة بمنطقة الشرق الأوسط، ما جعل أعداداً كبيرة من طيارى الشركة يهجرونها ويتقدمون باستقالات أو بإجازات بدون مرتب للالتحاق بتلك الشركات، وننتظر حالياً الوقت المناسب لتقليل الفجوة فى الرواتب الموجودة بين العاملين بـ”مصر للطيران” ونظرائهم بالشركات المنافسة، وهناك دراسات مستفيضة قدمت فى هذا الإطار والمدى الزمنى لتطبيقها لزيادة الرواتب.
■ ماذا عن شركات الطيران الخاصة ودورها فى دعم الاقتصاد الوطنى؟
– شركات الطيران المصرية الخاصة جزء لا يتجزأ من منظومة الطيران المصرية وهى تمتلك نحو 30 طائرة، ما يمثل أكثر من 35% من الأسطول الجوى لمصر حالياً، ورغم أن العديد من شركات الطيران الخاصة حصلت على تصاريح بالعمل دون دراسة الجدوى الاقتصادية من إنشائها فإننا ننتظر منها دوراً أكبر لدعم الاقتصاد المصرى، وأعتقد أن قصر دورها على تسيير رحلات للسعودية والكويت وبعض الدول العربية الأخرى قاصر ويجب أن يتم تطويره للعمل على فتح خطوط طيران جديدة تخدم السياحة، وسأوافق على أى طلب لأى شركة لتشغيل نقاط جديدة تسهم فى زيادة منظومة الطيران المصرى وتفعيل دورها الاقتصادى.
■ كيف ترى مطالبات شركات الطيران الخاصة بمعاملتها مثل شركة “مصر للطيران” التى تدفع قيمة الوقود بالجنيه المصرى؟
– أولاً “مصر للطيران” تدفع قيمة الوقود بالجنيه المصرى وفقاً لسعره بالدولار، إلا أن مطالبة الشركات الخاصة بمعاملتها مثل “مصر للطيران” غير عادل حيث إن الاثنتين لا تعملان بذات الأرضية وذات الظروف، فـ”مصر للطيران” يعمل بها نحو 34 ألف مواطن ولها أدوار وطنية واجتماعية، فضلاً عن أنها الشركة الوطنية المملوكة للدولة، فى الوقت الذى لا تتحمل فيه الشركات الخاصة أى مسئوليات اجتماعية وهدفها الوحيد هو الربح، ورغم ذلك فقد وافقت وزارة البترول على استثناء شركات الطيران الخاصة من دفع قيمة استهلاكها من الوقود بالجنيه ولمدة 6 أشهر بداية من منتصف شهر مارس الماضى.
■ كم تبلغ خسائر شركة “مصر للطيران” حالياً؟
– خسائر الشركة حالياً تبلغ نحو 11 مليار جنيه وهى خسائر ومديونيات مرحّلة من سنوات ماضية ورغم ذلك “مصر للطيران” لم تأخذ من الدولة أى مساعدات مادية، كما أن الشركة حتى الآن قادرة على التمويل والاقتراض، وكان من المفترض أن تحقق الشركة نهاية العام الحالى هامش ربح إلا أن انحسار الحركة الجوية حالياً، فضلاً عن تراجع الجنيه أمام الدولار، سيجعل هناك تعادلاً فى خسائر الشركة وأرباحها نهاية العام المالى الحالى، وهو رقم جيد فى ضوء الظروف التى مرت بها مصر على مدار الأعوام الماضية، ولدينا خطة طموحة لتعويض تلك الخسائر خلال السنوات المقبلة بالتوازى مع خطط التطوير التى سيتم تطبيقها.
■ هل رفعت “مصر للطيران” أسعار تذاكرها بعد ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه؟
– بالفعل رفعت الشركة أسعار تذاكرها بنحو 10% فى الوقت الذى زاد فيه سعر الدولار مقابل الجنيه بنحو 17%، وأحب أن أوضح أن مكون العملة الصعبة فى تكلفة خدمات “مصر للطيران” يعادل 84%، فيما يبلغ مكون الدخل بالعملة الصعبة فى إيرادات “مصر للطيران” 71%، والفرق ما بين الرقمين يمثل خسائر فارق العملة تتعرض لها الشركة.
■ هل حققت الخطوط التى تسيرها الشركة إلى بعض الدول العربية مثل خط شرم الشيخ – الكويت، وشرم الشيخ – الرياض أرباحاً؟
– الخطوط التى تسيرها الشركة بين بعض المدن السياحية، خاصة شرم الشيخ، إلى بعض العواصم العربية تحقق إيرادات معقولة وليست أرباحاً إلا أننا متمسكون باستمرار تلك الخطوط بل وزيادتها واستخدام طرازات ذات سعة مقعدية أكبر فى النقل وذلك لجذب أكبر عدد من السياح العرب بعد التراجع المتوقع للسياحة إلى جنوب تركيا التى يقصدها العرب وخلق سوق بديلة جيدة أمام السائح العربى الذى اعتاد الذهاب إلى تركيا.
■ كيف تتعاملون مع الطلبات التى ترد إليكم من وزارة السياحة أو من مستثمرين بشأن تسيير خطوط معينة؟
– أى طلب يقدم إلى الوزارة تتم دراسته وإذا كان يهدف لاستعادة الحركة السياحية الوافدة ننفذه على الفور مثل خط أمستردام أو خط باريس – الأقصر والعديد من الخطوط للدول العربية، وكنت أتمنى تسيير خط لندن – شرم الشيخ إلا أنه حالياً لا يمثل أى جدوى اقتصادية فى ضوء التحذيرات البريطانية بحظر السفر إلى مصر، كما تلعب شركة إير كايرو، التى تمتلك “مصر للطيران” أغلب أسهمها، دوراً كبيراً فى دعم القطاع السياحى حيث تسير الشركة نحو 30 رحلة شارتر أسبوعية إلى العديد من الدول المصدرة للسياح لمصر.