كيفية التغلب على الخوف من الطيران
رهاب الطيران او فوبيا الطيران هو حالة نفسية تصيب اي شخص بسبب اوهام داخلية تتعلق بموته بسبب تحطم او حريق او حتى الاشخاص الذين يعانون من الخوف من الاماكن المغلقة
هنا علينا أن نذكر هنا إلى أن احتمالية أن يموت الانسان في حادث طيران هو تقريبا 1 من 11 مليون فقط لا غير أما احتمالية أن يموت بحادث سيارة فهي 1 من 5000 وهي بالتأكيد نسبة أكبر بكثير من الأولى.
هذا يعني أن عليك أن تركب الطائرة يوميا لمدة 15000 سنة لكي تصاب بحادثة طيران. هذا يؤشر بوضوح إلى ندرة حوادث الطائرات ويشير إلى سلامة الطائرات.
وما ينبغي أن نعي له إلى أننا نقول دائما (نحن نفقد قدرتنا على التحكم في الطائرة وعلى الظروف حولنا ونحن فيها ولكن لدينا بعض السيطرة عندما نقود السيارة) وهذا غير صحيح بشكل مطلق. حيث أننا لو تمكنا أن نسيطر على سيارتنا, فليس لنا أي سيطرة على السيارات الأخرى وعلى قائديها أيضا.
كيف نتغلب على فوبيا الطيران ؟؟
من الأشياء التي ينصح بها:
– التثقيف عن الطيران و رهاب الطيران: الجهل بكيفية عمل الطائرة وتهويل أهمية بعض أجزائها في مراحل الطيران المختلفة قد يزيد من الخوف منها. إن معرفة أن الطائرة لا تستقر في الجو بسبب المحركات وأن الطيار يمكنه أن ينزلها على الأرض حتى دون محركات, يريح الكثيرين من وهم التعلق بأهمية المحركات والخوف من أعطالها. أيضا مجرد معرفة الكثير عن وسائل السلامة في الطائرة والمطارات يزرع الشعور بالارتياح عند الكثير من المصابين برهاب الطيران.
معرفة المريض بحقيقة أعراضه ومنشئها النفسي أمر يريحه وخاصة مع تأكد فكرة أنها أعراض لا تسبب عجزا جسديا أو وفاة. التيقن من مصدر الخوف من ناحية أجزاء الطائرة أو مرحلة الرحلة التي تسبب أغلب أعراضه أمر مهم لكي يتم التخطيط جيدا لكيفية التعامل معها.
معرفة المريض بماهية المطبات الهوائية وتخلخل الهواء حول الطائرة يخفف من خوفه ان حدثت هذه الأمور أثناء الرحلة اذ ان المطبات مهما كانت عنيفة لا يمكنها ان تتسبب بسقوط الطائرة او تحطمها.
– تقبل حقيقة أنك تحتاج للمساعدة من الآخرين, سواء مختصين أو أناس مقربين منك, للتغلب على المشكلة.
– اقتني المواد المقروءة أو المسموعة التي تخص رهاب الطيران والتي تعالجه عن طريق الإيحاء والتنويم المغناطيسي. قد تفيدك هذه المواد بشكل أكبر لو كنت مستعدا لفكرة أن هذا الاضطراب قابل للعلاج فعلا وكنت بحاجة ماسة لاستعمال الطائرة.
– معرفة نوع الرهاب على وجه الدقة: بمعنى أن يحدد المريض لنفسه هل يخاف من الطيران بشكل عام أم من جزء معين منه. فمثلا, هناك الكثيرون ممن يخافون فقط من كون حجم الطائرة صغير ومحدود وبذلك يساهم رهاب الأماكن المغلقة (Claustrophobia) في زيادة رهاب الطيران أو يكون هو الاضطراب الرئيسي وليس رهاب الطيران.
أحيانا يكون الخوف صادرا من كون الطائرة تطير فوق المحيطات وبذلك يخاف المريض من الأماكن المرتفعة (Acrophobia) بشكل أكبر وليس من الطيران نفسه.
– التعريض المتدرج (Gradual Desensitization): وبالذات في الحالات الشديدة من رهاب الطيران. ويتم ذلك بالاقتراب من المطار تدريجيا ثم من الطائرة دون الركوب فيها. يتم ذلك بشكل متدرج حتى يتغلب المريض على حالة الرهبة لديه. قد يبدأ البعض بالتعرض بواسطة رؤية صور أو أفلام عن الطائرات دون الكلام عن الحوادث والكوارث. من الممكن أن يستعين المريض ببعض جرعات صغيرة من الأدوية المهدئة للاقتراب أكثر من الطائرة.
– تحدث مع الآخرين وبالذات ممن ليس لديهم هذه المشكلة على الاطلاق أو كانت لديهم وتغلبوا عليها. من أفضل من يمكن أن تتكلم معهم أيضا هم طاقم الطائرة, فلو كان لديك صديق يعمل مضيفا أو طيارا, فيمكنك أن تستقي منه معلومات كثيرة عن سلامة الطيران. الحديث مع الآخرين يشكل دعما قويا لك.
– تمارين الاسترخاء: وحاول أن تكون باستمرار سواء أثناء الرحلة أو قبلها أو بعدها ما لم يشغلك أمر مهم, فهي مهمة جدا للتغلب على القلق بشكل عام وعلى أمراض الرهاب خصوصا. الاسترخاء لا يعني أن تغمض عينيك بالضرورة ولكن قد يكون الاسترخاء بالتنفس العميق والبطيء أو بسماع ما ترتاح له أو حتى اللعب مع الأطفال والحديث معهم أو بتلاوة صلاة دينية أو ترانيم تحبها. أثناء الرحلة, تأكد من أن استرخاءك لا يشغلك أو يمنعك من سماع تعليمات طاقم الطائرة.
– رتب للرحلة مبكرا ولا تهمل الترتيبات وتؤجلها إلى الساعات التي تسبق الرحلة فهذا يربكك ويزيد من قلقك. الترتيبات تشمل مكان سكناك وتنقلك في البلد الذي ستتوجه له. كن متأكدا أن قمت بكل ذلك مبكرا حتى لا تقلق بشأنها يوم الرحلة.
– حاول ألا تكون لديك أيام فراغ كثيرة قبل الرحلة وان حصل وكنت في إجازة مثلا, فلا بد أن تشغل نفسك بنشاطات تفرغ قلقك وتشغل ذهنك عن الخوف من الطائرات.
– لو كانت معك تجارب سابقة مع نوبات الهلع بسبب رهاب الطائرة, فخذ معك الأدوية المناسبة حسب الأعراض القوية الرئيسية التي أصبت بها سابقا. مثلا لو كان الغثيان هو الشيء الرئيسي, فاطلب من طبيبك أن يصف ما يناسبك من أدويتها وغالبا ما تكون الأدوية التي استفدت منها سابقا هي الأفضل. وهكذا حسب الأعراض التي ظهرت لديك.
– لا تتوجه للمطار وأنت متوتر نتيجة حدوث مشكلة في المنزل أو العمل بل حاول الاسترخاء قدر الإمكان قبل الرحلة.
– خذ قسطا كافيا من النوم في الليلة التي تسبق الرحلة وفي يوم الرحلة ان كانت متأخرة. قلة النوم تزيد التوتر. لا تعتمد على أنك ستنام أثناء الرحلة.
– حاول أن يكون وقت وصولك للمطار مناسبا وليس متأخرا جدا لكي لا ترتبك في المطار. الأفضل أن يكون قبل الرحلة بوقت كاف كما تنص عليه التعليمات (ساعتان مثلا) وأشغل نفسك خلالها بأي نشاط يخفف قلقك مثل الاسترخاء أو القراءة أو سماع الموسيقى.
– أثناء الرحلة: من الأفضل أن تشغل نفسك بقراءة مجلة أو كتاب يكون مريحا للنفس أو أن تشاهد أو تستمع لمادة صوتية أو مرئية تبعث على الاسترخاء.
– لا تنظر إلى باب الطائرة عند إغلاقه أبدا بل اشغل نفسك بأي شيء أن أغمض عينيك وحاول الاسترخاء.
– تحدث مع من يكون بجانبك – ان أمكن – وحاول تجنب أي موضوع عن مخاوف من الطائرات وحوادث الطيران. ان حصل وأن تحدث جليسك عنها, فلا بأس أن تصارحه بلطف أنك لا تفضل الحديث عن هذا الموضوع وأنه يفزعك.
– تجنب – ان أمكن – الجلوس بجانب النافذة. غالبية الركاب يفضلون الجلوس بقرب النافذة ولذلك فمن السهولة أن تستبدل مكانك إلى وسط الطائرة. ان لم تستطع تجنب الجلوس بالقرب من النافذة, فلا تنظر للأجنحة والمحركات بل أغلق ساتر النافذة الداخلي وقم بأي شيء يريح نفسك مثل الحديث مع الآخرين أو القراءة أو مشاهدة الأفلام.
– قراءة المجلات والجرائد التي تحوي مواد وصورا مريحة للنفس وأن تبتعد عن أي مواد مثيرة كالمشاكل السياسية والحروب وكل ما يوتر الأعصاب. حاول أن تتجنب قراءة مواضيع تتحدث عن الطيران أو المشاكل التقنية عموما.
– تجنب تعاطي الخمر أثناء الرحلة للحصول على الاسترخاء فهذا لن يساعدك على المخاوف بشكل حقيقي بل كل ما يقوم به هو إخفاء جزء من الأعراض ويزيد أخرى كأن يسبب اضطرابا في النوم أو مشاكل مع الركاب الآخرين.
– حاول التبسم والتعامل مع الآخرين بلطف وتبادل معهم النكت والمرح فهذا قد ينسيك تماما أنك في الطائرة. لو كان من يرافقك شخص تعرفه جيدا, فهذا أفضل وإلا حاول إيجاد رفيق سفر مؤقت ترتاح له.
– تجنب النقاش الزائد والجدال مع المضيفات بشأن الخدمة, ذلك يجعلك عرضة للغضب المبالغ فيه وأن تنقل غضبك وتلقيه عليهن دون مبرر وقد يعرضك ذلك للمساءلة.
– عند حدوث مطبات هوائية, أنظر من حولك مباشرة. ستجد الآخرين منشغلين بقراءة الجرائد وغير مكترثين بما حدث وستجد أفراد الطاقم مبتسمين وعلى وجوههم علامات الرضا وعدم الخوف. استغل ذلك لطمأنة نفسك وتأكد بأن الآخرين تهمهم حياتهم أيضا وعدم خوفهم يؤكد أن الأمور تسير على ما يرام.
– عند حدوث غثيان أو نوبة هلع لم تستطع التحكم بها وخشيت ظهور أعراض الارتباك عليك, فاستأذن بهدوء ولطف وتوجه إلى دورة المياه بالطائرة لكي تستفرغ أو تهدأ بعيدا عن الآخرين وتعود لمقعدك بعد أن تخف الحالة على الأقل.
– حاول أن تكون وجبات الطعام والمشروبات التي تتناولها خفيفة قدر الإمكان.
– في الرحلات الطويلة وبالذات لو كنت مدخنا شرها, فحاول أن تأخذ معك واحدة من وسائل الاستعاضة عن النيكوتين مثل علكة النكوتين ولصقات النكوتين لكي لا تظهر عليك الأعراض الانسحابية المزعجة أثناء الرحلة.
– بعد وصولك, لا تثر موضوع مخاوفك مع الآخرين الذين لا يملكون وسائل مساندة أو يغذون خوفك أكثر وحاول تجاهل أي مشاعر مررت بها لكي لا تعيق سفرك في المرة القادمة.
– بعد كل رحلة, سجل مقدار نجاحك ورضاك عن تقدمك في علاج الرهاب. حاول تجاهل النقاط السلبية وركز على ما أنجزته. بلغ المقربين منك بهذا النجاح ولا تذكر السلبيات.
– لو تكررت حالة الخوف وبنفس الشدة كل مره, فلا تنس دور الطبيب والمجاميع العلاجية قبل كل رحلة. فالطبيب من الممكن أن يعرف مقدار خوفك وهل تحتاج للأدوية التي تعينك على المخاوف أم لا. كما أن المجاميع المساندة أيضا تجعل منك أكثر وعيا بالمشكلة برمتها وترشدك لطرق العلاج بكل أنواعها